عندما تلوي اعناق الحروف

تَعَجّلَ حَتْـفُكَ عندما أطلتَ الغياب
و يُصِرّ على السكوت رغم ما يعاني منه
و يُريد الكلام فلا يستطيع !!!
كيف أجمع حروف الأبجديّة لتُحاكي ما منه أشكو
كأنما أُلقمت حجرا بات يدرّ رملا لا حروف
فأبَتْ نفسي إلا الكتابة
و لا مَهابَة !!!
فالكل يعرف خربشات المُعرّف
و سئِم الرَكاكة و الرتابة
لكنه حرفيَ الذي تعنّت خروجُه ، أبِه كآبة ؟؟؟
قصدتُ أكبر كتب المشافي فقالوا : شرايين حرفك بها صلابة
فما حملتني السطور حتى أصاب عيني صَبابة ؟؟؟ لا ضَبابة
و ما تلك النقطة إلا ذرّة رمل من الحَجَرِ الذي أُلقِمته آنفا
يا للغَرابَة !!!
أقال صَبابة ؟؟؟ يا ليت شعري يُفكّ وِثاقُ الكلمات المُعابة ؟؟؟
سيعرف مُرّ طعم الصَبابة عندما تَغْشَى عينيه ضَبابة ؟؟؟
لماذا يُريدني حَدّادا ألوي الحُروف كما يُلوَى الحديد ؟؟؟
و قد أطفأ كِيرُ المعاني نار شوقيَ الوقّاد ،،، فأكثرتُ عِتابه
فما أصنع مع حرفي المتصلّب الجوانب ؟؟؟
لا يلين و قد صمّمت على الكتابة ؟؟؟
حاولت فَــجار لساني ؟؟؟ لا بل حار
نقطة أخرى من ذرّات رمل الحجر
يريدني أن أقول خار ؟؟؟ نعم خارت قِواي و أنا أقوّم اعوجاجه
و عوّض صمتي باللجاجه ؟؟؟ و لست إليها بحاجة ؟؟؟
فحاولت و حاولت ... فحار لساني و خار و جار
و تلعثم مرّة أخرى كأن على عينيه عِصابه
و قلت أستشير هذه المرّة
فما وجدت أصدق من مُعرّف قديم !!!
صديقٌ رفيقٌ لا بل شقيق ،،، تعرفونه حتما ذاك الشفيق ؟؟؟
فحروفه مروّضة لا تمرّ بالفيض إلا وجدتَ لها بريق
نعم بريقٌ يغرس أنفاسه فكلّفني ما لا أُطيق ؟؟؟
غُصْتُ على آثاره أتخبّط في محيط بيانه العميق
فما أفقْت إلا و أنا كالغريق
فاسترجعت نَفَسا و قلت له : أشـِر عليّ سيدي العتيق ؟؟؟
فأجابني بسؤال ،،، يريد تشخيص دائيَ الذي استعصى عليّ استطبابه
فما كان صوتُ الحروف إلا نعيق !!!
هناك أدرك الحاذِق ما أحرق بُستان الكِتابه
و تصلّب الكلمات و الحروف ،،، و الثََمَرُ و ما أصابه
و وصف دواءا عَجَزَ عنه الأطباء و أمَاط عني نـِقابه
فصاحت نفسي واعجبي ألِلْقُلوب على الحروف رَقابة ؟؟؟
و مُذ ذاك اليوم طاوعتني أبجديّات الفؤاد و ألفيتها دُعابة
فكسرتُ لُقمة الحجر الذي جاء يَشُلّ المِداد و البيان يريد خَرَابَه ؟؟؟
و تناثرت حبّات الرمال من فيّ السقاء و ملأتْ جِرابه ؟؟؟
سِقاء !!! نعم سقاء ،،، فقد صار الكلام كالماء يَملئ شرايين الغابة
غابة !!! نعم غابةُ الروح و سِقايتها من تلك السَحابة ؟؟؟
سحابة !!! نعم سحابةُ المِداد و قد صارت بيننا قرابة ؟؟؟
و ما كان ذلك إلا بعد أن غَسَلَ خافقي رَانَهُ و تُرابه
فأراد أن يسبق أتْرابه ؟؟؟
و لا غرابه
فما عاد يَلوي للحروف أعناقها
ولا يقطع للمعاني أوْصالها
و لا يُفسد للكلمات معانيها
و لا يكسر للمحابر أقلامها
فيا كل من يبغي حرفا يصرخ و قلما ينفخ
و سقاء لا ينضبُ و خاطِر لا ينصب
فدونكم أطباء الأرواح و القلوب
فاعتني بالمُضْغَة لتسلمَ من العيوب
و يخلو وجْهُ حرفِك من النُدوب
و تُصبح شامة في فيض الكلمات و عُنوانا للنجابة ؟؟؟
و لا تلوي أعناق حروفك بل تجيئك وثّابة
و يسكن مدادك بعدها و لا تشكو اضطرابه
و إذا سُئِلتَ لِـمَ الانتكاس ؟؟؟ ستعرف الإجابه